هذا المقال تم نشرة في جريدة الاتحاد الاماراتية
بقلم : سيف النعيمي
كيف نكون ذاتنا؟!
إن في داخل كل إنسان كائنا صغيرا يسمى الذات، وبيد كل شخص أن ينمي هذا الكائن كما يتمنى أن تكون عليه شخصيته سواء كان بجانب الخير أو حتى بجانب الشر، فبمقدار ما نعطي هذا الكائن من الحب والطمأنينة والاستقرار ونعزز فيه المصداقية فإنه يتوجه الى سلك معين في الحياة ومثال ذلك: إذا بخل شخص على ذاته وحرمها من العاطفة فإننا نستنتج من ذلك الشخص إنه إنسان غير قادر على حب نفسه وبالتالي لا يستطيع حب الآخرين، والأمر ذاته مع شخص آخر إذا وهب ذاته حباً قد فاق الحد الطبيعي فإنه يصل الى درجة الأنانية، وكما يقال خير ما تكون عليه الأمور هو الوسط·
إن صناعة الذات تعتمد أولاً وأخيراً على نظرة الإنسان للحياة، فإن عاش في اضطهاد منذ طفولته سيصعب عليه أن يصنع شخصيتة مشرقة ومتفائلة إلا طبعاً حين يكبر ويعوض بعضا مما حرم منه في صغره، أما إذا كان الشخص قد عاش حياة طبيعية سوية منذ طفولته فإنه سيكون على قدر أكبر من الإبداع والأمل في الحياة، وحسب ما قرأت للكاتب جون جراي في كتابه ‘كيف تحصل على ما تريد وتحب ما لديك’ فإن بداخل ذات كل إنسان عشر خزائن للحب هي كالتالي: حب الله، حب الوالدين، حب العمل، حب الشريك، حب الأبناء، حب ملذات الحياة، حب الاستقرار، حب العطاء، حب الناس، وحب النفس) فمتى اكتملت تلك الخزائن شعر الإنسان أن ذاته ترقى وانه استطاع صنع ذاته بطريقة صحيحة، فإذا قام الإنسان بملء الخزائن التسع ولم يملأ الخزانة العاشرة سيشعر بعدم الراحة وان هناك شيئاً ناقصاً يجب عليه إكماله، ومن الطبيعي أن بني آدم يصعب عليهم أن يملأوا كل الخزائن لكل الوقت وإلا لما كان هناك حزن وسعادة، ولكان الإنسان كاملاً والكمال لله وحده، ولكن قدر الإمكان يحاول ألا يخسر عددا أكبر من الخزائن ذلك ليكون أوفر حظاً في الحياة، فثقة الإنسان بنفسه ومدى قناعته بتخلصه من المتاعب·
هكذا نستخلص بأن صنع الذات يرجع أولاً وأخيراً لكيفية بناء الإنسان لنفسه ومدى قدرته على الرقي بشخصيته·
اترك تعليقًا