هذا المقال تم نشرة في جريدة الاتحاد الاماراتية
بقلم : سيف النعيمي
من هو زميل العمل؟ :
هناك الكثيرون ممن يظنون أن الآخريِن مجبرون على تقديم العون لهم ومساعدتهم فيصفون ذلك الشخص الذي أحسن نيته لهم بأنه (إنسان على نياته) أي مغلوب عليه بسهولة·· خاصة إذا ما تعلق هذا الأمر على مقاعد العمل، فمن حظنا السييء أن يتواجد هذا الصنف من الناس معنا بنفس المكتب، وهذا ما لمحته بنظرات ذلك الموظف، لزميل عمله الذي يمتهن نفس مهنته، ويشغلا المنصب ذاته·· مما جعل الآخر يستغل الفرصة وينتهزها لحساب نفسه، فراح الأول يجد في عمله بنشاط وجدارة، وضميره الصباحي تجاه تلك المسؤولية التي أوليت له، وفي الوقت نفسه قام بقدر المستطاع بمساعدة زميله، بل لم يبخل حتى في أن يقوم بتخليص معاملات مراجعين ذلك الموظف·· وحتى في أن يرد على اتصالاته·· وإنجاز مهامه في بعض الأحيان على حساب نفسه·· ولم يرد ابتغاء وراء ذلك إلا الأجر وكسب اخوة زميله، ولكن للأسف هذا العمل الإنساني لصاحبنا جعل ذلك الموظف اتكالياً ويتقاعس عن عمله، ولم يعر اي اهتمام لما يبليه زميله تجاهه·· ولم يفكر يوماً أن يرد جميله حتى ولو بكلمة طيبة منه، إنما زاد إهماله وازدادت شكوى الموظفين حيال لا مبالاته، حاول نصحه مراراً ولكن صده بعذر (الظروف)·· فظل صاحبنا صامتاً طيلة ذلك الوقت مقدراً ظروف زميله·· ولم يتفوه بكلمة انزعاج من برود مشاعر زميله وعدم احساسه بالمسؤولية·· ولكن لذلك الصمت حدوداً وإلي متى سيتحمل تلك الظروف الوهمية؟؟ (فإن كان حبيبك عسل لا تلحسه كله)·· حتى جاء يوم وحتى ذلك الوقت على نفسه حين تصرف بشكل غير لائق مع شخص أراد أخوته·· فلم يستطع صاحبنا أن يلم أعصابه فصب جام غضبه وفض كلماته التي انطلقت كالرصاص ولم يحاسب من تسديد تلك الطلقات·· فأمامه·· من هم لا يملكون الإحساس·
وللأسف الشديد إن صاحبنا ليس الوحيد الذي ابتلي بهذا الزميل·· فهناك من هم أشد سوءاً من حاله ولا يزالون تحت ركام الصمت·· ليس ضعفاً أو سذاجة منهم إنما لأنهم لا يريدون إحراج الآخرين خاصة إن كانوا معهم طيلة اليوم وبنفس المكان يظلون يحتملونهم على أمل أن يتوقفوا يوماً عن طلب المساعدة، ولكن ثقوا بأن متى انفجر برميل البارود سيسري مسرى النار في الهشيم، فتعرف على زميل عملك الذي فعلاً يستحق العون من أخلاقه وهمته·· ومن خلال أسلوبه مع المراجعين والتزامه بالوقت دون كلل ولا تملل من العمل·· واحذر كل الحذر أن تكون طعماً لأولئك المتربصين لمن يستطيب معهم·· وحقيقة لا يستحقون أن يتقاضوا ذلك الراتب نهاية الشهر الذي سيدفعون الربع منه على بائع الجرائد وعلى وجبات الإفطار فهذا هو فقط ما يقومون به طيلة ساعات العمل·
* إشارة حمراء ليس كل من جاورك صادقك وأصدق النية معك!!
اترك تعليقًا