يُرجح البعض بأن مسألة التفوق الدراسي بين شخصا وآخر هي مرتبطة بالقدرات والذكاء وهناك فئة تقول بأن الأمر لا يخلو من الحظ والتوفيق رغم أن كل الفئات تتفق بأن التعلم يندرج تحت المهارات المكتسبة التي تأتي من خلال التجربة والممارسة.
والشواهد على هذا القول كثيرة فكم من عالم بدأ متعثرا في بداية دراسته أنهم كثيرون بل كم لنا من الزملاء الذين كنّا نعتقد بأنهم “أغبياء” في الصف وعندما جمعتنا الاقدار وجدناهم ناجحين في حياتهم ويحملون شهادات عليا فالأمر فعلا لا يمكن ترجيحه لمسألة الذكاء والقدرات لأنه بكل بساطة نحن بطبيعتنا تختلف قدراتنا على التعلم فهناك من يلتقط المعلومة فور بزوغها وهناك من يحتاج لأيام او شهور لفهمها واستيعابها فهذا أمر يقع في دائرة المنطق ولا يحتاج لفلسفة لأثباته.
للأسف و يؤسفني الوقوف على حقيقة مخرجات الجامعات في الوطن العربي ليس من خلال بحث أو دراسة قمت بها ولكن من تجربة عشتها لما يقارب ثمانِ سنوات من خلال دارسة البكالوريوس و الدراسات العليا، تقريبا جميع الجامعات العربية والأجنبية الموجودة في الوطن العربي تُخرج لنا طلاب “بور بوينت” حتى لو سمعتم بأن فلان تفوق وحصل على امتياز مع مرتبة الشرف الأولى في جامعته فأعلموا بأنه طالب متفوق ولكن لا يحمل في جعبته من العلم أكثر من ذلك “البور بوينت” لان تقريباً جميع الجامعات تخلت عن الكتاب الدراسي ” كانت توزع علينا الكتب الدراسية بالمجان ثم تم تكليفنا بدفع جزء ومن ثم تم تكليفنا بشرائها بالكامل وبعدها وصلنا الى مرحلة الكتب من الآمزون أي توقفت الجامعات من بيعها” و قامت باعتماد ملخصات الكتاب “البور بوينت” كمقرر دراسي ويطلب من الطالب الجامعي دراسته وحفظة وفهمه وللأسف هذه الملخصات لا تغطي الجوانب المهم التي تثري معرفة الطالب فهي مجرد ملخصات تفي بغرض فهم ما سوف يتم اختبارك به ولهذا السبب أنا أقول للحكومات العربية مجتمعة ولوزراء التعليم العالي لا تنتظرون بأن تلد جامعتكم عباقرة وعلماء في الفيزياء او الكمياء أو علوم الفضاء لطالما المقرر الدراسي هو عبارة عن ملخصات صمّمت للاختبارات فقط.
‘‘ما زالت أقوى الجامعات تتبع
طرق الدراسة التقليدية
الكتاب الطبشورة المذكرات البحوث,,
الكتاب الدراسي هو الاساس في طرح المعلومة للطالب فالكتاب عندما يعرض المعلومة يعرضها من كل الجوانب ولضمان إيصال المعلومة يقوم الكتاب الدراسي بتوظيف المعلومة في عدة سيناريوهات ويذكر كل شاردة و واردة ذات العلاقة بتلك المعلومة كما أن الكتاب يوفر معلومات متعلقة بحقائق تخص تلك المعلومة التي هي موضع الدراسة ويوفر تمارين تقيس مدى فهمك واستيعابك للمعلومة نعم كل هذا في الكتاب الدراسي لا الملخصات التي يوفرها لك البروفسور الجامعي الذي لا يكلف نفسة أن يصنع لنا تلميذاً متفوق ولا يكترث أن يفتخر في يوماً ما بأن فلان تتلمذ على يديه.
أما المهارات المكتسبة التي تحدثنا عنها في مقدمة هذه المقالة فهي كل ما يحتاجه الطالب وهي عبارة عن صقل مهاراته في الفهم والاستيعاب من خلال التدرب المستمر على طرق الفهم السريع والسهل والمريح وطرق الاستيعاب وتجربة ما تم فهمه واستيعابه والعمل به من خلال تطبيقه في الحياة اليومية فعندما يتمكن الطالب من صقل مهاراته سوف تسهل عليه قراءة المعلومة بشكل صحيح من الكتاب و بشكل سريع سوف يحصل على فرصة الانتقال للمعلومة التالية وفي وقت قصير ومن هنا يمكننا ان نوظف مفهوم ذكاء الطالب والقول بأنه ذكي صقل مهاراته في الفهم والاستيعاب وبدأ يتفوق على زملاءه.
شماعة القدرات والذكاء سأمنا منها أن نيوتن لم يكن ذكي ولَم يكن متفوق ولكن عندما أستلهم فكرة دراسة الجاذبية من وراء قصة التفاحة التي سقطة قضى عمرة يبحث ويدرس وسهر سنوات فقط ليفهم سبب سقوط تلك التفاحة ولو أن نيوتن كان يمتلك مهارات في الفهم بشكل سريع لأكتشف أمر الجاذبية في وقت مبكّر من حياته فنحن بحاجة لتعليم الطلاب الأسلوب الصحيح لطلب العلم وهنا بعض النقاط المهمة التي قد تساعد الطلبة على صقل مهاراتهم :
– أكثر من القراءة والمطالعة فأنها تثري معلوماتك بلا شك.
– دوّن ملاحظاتك فعينيك تنسخ ما تكتب في عقلك الباطن.
– قم بتمرين مهاراتك في حل المعادلات الرياضية فالرياضيات تنشط الأجزاء المسؤولة عن الاستيعاب.
– تدرب على التفكر بشكل عميق جد البيئة المناسبة للتفكير الامر سوف يساعدك على اكتشاف الحلول المناسبة “بفضل التفكير ولدت العبارة الشهيرة وجدتها”
– تدرب على الصبر وعدم الاستسلام من خلال تمارين بدنية تحفز عامل الإصرار الكامن فيك
– استمع جيداً ناقش فوراً أقتل الخجل بدم بارد لا تفوت فرصة استيضاح الامور لطالما البرفسور واقف أمامك ولا تسمح له ان يرتاح في ساعاته المكتبية فهي مخصصه لك قم بزيارته.
– أجعل أخر همك هو البور بوينت واستخدم هذه الملخصات للمراجعة فقط.
جميع أساليب التعليم الحديثة مرجعها الاساسي هو الكتاب الدراسي فعليكم بأمهات الكتب لا ملخصاتها
بقلم: سيف النعيمي
اترك تعليقًا