لا تفسدوا الأرض


8 أبريل 2019م

من المفارقات العجيبة والغريبة والتي لن ترى أكثر منها استعباطا واستخفافا بالعقل البشري هي مفارقة بعض علماء الفضاء الذين يبررون لك بأن سبب رحلات استكشافهم للفضاء هو البحث عن حياة في الكواكب بل أفلام هوليوود تصور لك دائماً مشاهد تدل على أن كوكبنا مُعرض لخطر الهجوم من قبل كائنات تعيش في كواكب أخرى و تصور لك أشكال تلك الكائنات بصور مُخيفة وبشعة برغم ما توصلنا إليه من تقدم علمي وبرغم عدم وجود أي دلائل تُشير إلى وجود مقومات للحياة في معظم الكواكب، وأنا على يقين بأن لو تم استكشاف بصيص من الحياة على أي جرم سماوي لن يأبى سكان العالم من غزو ذلك الجُرم السماوي .

لماذا تزرع تلك النظرة السوداوية في أذهان البشر عن الفضاء الخارجي ولماذا لا نكون نحن الأشرار ونحن من يشكل خطر على الكواكب الأخرى أسئلة قد تخطر على ذهن كل عاقل يعرف جيداً تاريخ الإنسان ويعرف تصرفاته وحجم الضرر الذي خلفه على مدى عصور في الكوكب الأزرق، أليس نحن من يُهدد انقراض بعض الحيوانات أليس نحن من تسبب في تغيير شكل التضاريس الطبيعية ألم نكن سبباً في تلوث الغلاف الجوي والمياه نحن لم نكن مثاليين لحد الكفاية على كوكب الأرض فلماذا نصوّر كائنات الكواكب الأخرى بهذه النظرة المُغالطة للمنطق ولماذا نجعل خوفنا دافع لتهيئة أنفسنا لحرب فضائية لا وجود لها ألم نكتفي بحجم الحروب التي اندلعت على كوكب الأرض أم أن كلمة حرب أصبحت شغف يراودنا كمفردة أخذت نصيبها من التطوّر حتى أصبحت كما هو معروف بغزو الفضاء.

تُعتبر صورة الأرض من أجمل الصور التي تم التقاطها من قبل طاقم أبولو 8 وبالرغم من جمال تلك الصورة نستطيع القول بأن ما خُفي أعظم هناك بالداخل هذا الكوكب الرائع صورة مؤلمة فهناك مُخلَّفات للبلاستيك ومواد حافظة في الأطعمة وانبعاثات كربونية وإشعاعات نوويّة وضوضاء دوي قنابل وصواريخ الحروب وكأن الغلاف الجوي وجد لحماية الكواكب الأخرى من خطر سكان الأرض لا لحماية الأرض

لقد تجاهل سكان الأرض سبب وجودهم في هذا الكوكب الجميل لقد أنزل الله سبحانه وتعالى سيدنا آدم لتعمير الأرض لا لتدميره وأختلف أحفاد آدم عليه السلام على ورث الأرض وظهر طمع الاستثمار وجشع التجّار على ثروات الأرض وظهرت الرأس مالية والليبرالية ومصطلحات الاشتراكية كأنظمة لا تُعبر إلا عن استبداد تقسيم هذا الميراث وما زالت هناك فئة تودّ أن تعيش على حساب فئة أخرى وذهب الفقر للأغلبية والغناء للأقلية لقد صنعنا التطرف الديني والسياسي لمصالح وأطماع ولقد حذرنا الله سبحانه وتعالى من إفساد الأرض بقوله عز وجل: (وَ لاَ تَبْغِ الْفَسَادُ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) (٧٧ القصص) 

تروي القصص بأن هناك مخلوقات عاشت قبل آدم أفسدت الأرض وأرسل الله الجن لتلك المخلوقات لإبادتها وبعدها سكن الجن الأرض وقتلوا بعضهم البعض وسفكوا الدماء وأفسدوا في الأرض حتى بعث الله تعالى جند من الملائكة لغزو الأرض لإيقاف فساد الجن ومن هنا نُذكّر بقول الله تعالى في مُحكم آياته (ولَا تُفْسِدوا في الْأَرضِ بَعْدَ إِصْلَاحِها) (٨٥ الأعراف)

وبالرغم من كل ذلك فإن عقلانية البعض وإدراكهم إلى ما وصلنا إليه من تمادي على كوكب الأرض تم إنشاء منظمات الحفاظ على البيئة التي تسعى جاهدة للحد من سلوك البشر أتجاه الأرض لقد جاءت هذه المنظمات متأخرة أمام كم هائل من الانتهاكات محاولة ردع المخالفين وظهرت برامج سلميّة لعلوم الفضاء تسلط جل تركيزها على إرسال أقمار صناعية ولكن هذه المرة من أجل سلامة الأرض نتمنى أن تكون بمثابة منظمات سلام من خلال تبني مُبادرات نشر ثقافة الترشيد وتوعية سكان العالم بسلوكياتهم أتجاه البيئة والموارد وأن تدعم دول العالم برامج الوكالات السلمية للحد من ضرر المخربين.

بقلم: سيف تويلي النعيمي – العين

4 تعليقات

  1. cmat camr كتب:

    سلام عليكم يااهل الخير مشان الله اعتبروني اختكم ولادي ولله ماكستلهم للعيد بلله عليكم الي بقدر يجبر خاطر ولادي ولله وضعنا بصعب علي الكافر الكم الأجر عند الله أربع أطفال نيالو عند الله لي بجبر بخاطر أطفال أبرياء9620780614766

    إعجاب

  2. معضد مبارك البلوشي كتب:

    مقال جميل يستدعي التمتع بكل حرف وبكل كلمة ومعناها
    تستحق الاشادة عليه اخوي سيف وننتظر المزيد من الابداع في المقالات القادمة

    إعجاب

  3. غير معروف كتب:

    شكرا على المقال الجميل

    إعجاب

    1. احمد بن عبود كتب:

      مقال جميل يستدعيك للتوقف قليل للتأمل في ملكوت الحالق عز وجل

      Liked by 1 person

اكتب تعليقًا