8 مايو 2019م
عندما تُعجب أو قلبك يميل أو تُفتن بشي فأنت في الواقع تُريد ذلك الشي أو تتمناه أو لديك قبول للحصول عليه
أنظر إلى قائمة أصدقائك الذين لا تعرفهم وتتبعهم في برنامج سناب شات.. مثلاً ، سوف تجد صنفان الأول يعجبك طرحهم او شخصياتهم والصنف الثاني لا يعجبك طرحهم وقد لا تُعجبك شخصياتهم وكلاهما يؤثران عليك بتأثير مباشر كونك تشاهدهم بشكل مباشر فعندما تُعجب بشخصية أحد رواد السوشل ميديا ممن يسمحون لك بالاطلاع على حياتهم الخاصة فأنت في حقيقة الأمر مُعجب في أسلوب حياة ذلك المؤثر الاجتماعي وتحب ذوقه في تصميم بيته وترتيب أثاثه وتحب طريقة أكله ونومه وكيف ينتقي المقتنيات وكيف يدير ويتدبر شؤون يومه بشكل عام وتتمنى لو كنت تملك مثل ذلك البيت أو تلك الحياة و تبدأ بوضع تصورات وأفكار لتصميم بيتك ليكون مشابه تماما لما رأيته، نعم هذا ما يحدث بشكل مباشر فإعجابك هو مجرد تعبير عن ما تريده أنت وما تتمناه أنت تعبير عن ما يدور في داخل ولهذا السبب يكون لهؤلاء تأثير قوي على مجمل حياتك وهذا هو سبب تسميتهم بالمؤثرين لأنهم فعلاً يُأثرون تأثير مباشر على العديد من المتابعين وأقول تأثير مباشر لأن أعجابك اليوم لم يعد كما كان سابقاً مرتبط بصورة غير مباشره بهم في مجلة أو مقطع متداول أو خبر على شبكة الانترنت بل أصبح تواصلك مباشر وبشكل يومي مع هؤلاء المؤثرين عليك بل ساعدت برامج السوشل ميديا على إعطائك فرصه للتواصل معهم بالتراسل أو مشاركتهم في أبداء رأيك في أنشطتهم اليومية من خلال وضع (لايك /دس لايك) بل سمحت لك برامج التواصل الاجتماعي بأن تُجند نفسك لمن تعُجب بهم لتستخدم نفسك كأداة لدعم هؤلاء المؤثرين والدفاع عنهم شخصياً والدفاع عن محتوى طرحهم وسهلت مواقع التواصل الاجتماعي لك كل العملية برمتها عبر تنبيهك أول بأول عن ورود مشاركات هؤلاء المؤثرين. وبسبب خطورة قصة الإعجاب بدأت بعض الدول مثل ألمانيا وبريطانيا محاربة مواقع التواصل الاجتماعي لحجب أيقونة الإعجاب وهناك تصريح من فيسبوك بأنها سوف تدرس مواضيع متعلقة بحلول للحد من تأثير الاعجاب.
أبل تو أبل
جميعكم يعلم بعدد قصص الطلاق التي كان سببها طلبات مبالغ فيها سواء من الرجل أو الفتاة، رجل يريد زوجته تكون مثلَّ فُلانه و امرأة تريد زوجها مثل فلان بكل سهولة قام الناس بكسر قاعدة مقارنة التفاحة بالتفاحة ولهذا السبب مؤشرات الطلاق في نمو سلبي زوجتك ليست فلانه ولا يمكن مقارنتها بأحد وزوجكِ لا يمكن مقارنته بأحد، فالشخصيات تختلف والإمكانيات تختلف والعقليات تختلف وتختلف درجة التحمل من شخص الى آخر يجب إدراك هذا الأمر جيداً أصبحت مواضيع انتقاء البيت وأماكن قضاء الإجازة الصيفية ونوع الهدية ونوع السيارة وبراند الحقيبة وكل ما نرتديه مواضيع للمقارنات لقد تأثر الذي كان يقتني حاجاته من علامة تجارية معينة وأستبدلها بعلامة تجارية من باب التقليد دون أخذ القوة الشرائية بعين الاعتبار، إن المقارنات كفيله بالتأثير عليك على هذا النحو بل كفيله بجرك إلى دوامات الديون والهموم كما أنك لست مضطراً أن تعيش قنوع وأطمح للأفضل كما تشاء ولكن قم بمقارنات منطقية تستوعب قدراتك وإمكانياتك قم بمقارنات تتوافق مع ظروفك الحالية وأولوياتك.
أملك نفسك
تلبس لترضي الأخرين، تنجح لتنال أعجاب الأخرين.. لطالما يدفعك الأخرين فأنت لا تملك نفسك، قم باختبار الأخرين في أوقات الضيق أطلب مساعدتهم قم بأرسال رسالة تطلب من رواد التواصل الاجتماعي مساعدتك في اختيار لون فستان مناسبة ما … لا تُحبط من عدم قراءة رسالتك فالأمر وبكل سهولة لا أحد يكترث لك فلماذا تلبس مثلهم وتذهب لأماكن هم ذهبوا لها لماذا لا تلبس ما أنت ترغب بلبسه ولماذا لا تفتح خارطة جوجل وتستكشف أماكن جديدة لماذا ترى الجمال من خلال هؤلاء الناس لماذا لا تكون أنت من يصنع الجمال الأمر جداً بسيط أن تمتلك نفسك خيراً لك من أن يلعب بذائقتك الآخرين وهناك فرق بين مشاركة الأخرين وبين متابعتهم وتقليدهم، فعندما تختار لون سيارتك وتسأل أحد أقاربك أو أصدقائك المقربين عن أي الألوان أجمل فإن هؤلاء سوف يشاركونك القرار والاختيار من باب معرفة الألوان التي تليق بمظهرك أو شخصيتك بينما عندما تذهب لاختيار لون سيارة لأن فلان في أحد مواقع التواصل الاجتماعي اختار هذا اللون فأنت قمت بتشويه ذائقتك.
فلاتر
فكرت الفلاتر تتجلى في حاجتين أولاً التخلص من الخوف وثانياً التخلص من الخجل فهي كفيلة بأن تحقق لك رضى تام عن مظهرك الخارجي لكن الأبعد من الفلاتر هو عدد اللواتي يضعن مستحضرات التجميل من أول النهار إلى آخره من باب تعليم الاخرين ومن ثم يقمن بإزالة هذه المستحضرات طوال الليل الأمر وصل الى ظهور أطفال “ارتست” على مؤسسات حقوق الطفل متابعة شواذ بوادر هذه التطورات وتطوير المعايير والقوانين للحد من تفاقم المشكلة.
الفلاتر تدفعك للتخلي عن طبيعتك وتضرب قناعتك، نستطيع قياس تأثير هذه الفلاتر من خلال قياس زيادة الطلب عليها حيث أدركت جميع شركات التواصل الاجتماعي أهمية هذه الفلاتر وقامت بتطويرها بل نجحت في توظيفك بوظيفة جراح تجميل ترسم بنفسك “الإيموجي” الذي يعبر عن كيف تتمنى أن يكون شكلك هذه توفر لهم معلومات قيمة في فهمك جيداً أنها ثورة المعلومات الضخمة (Big data) نخبرهم عن رغباتنا توجهاتنا كيف نود أن نكون وبالتالي يجعلون منك كيف ما يريدون منك أن تكون.
مشاهير أو مؤثرين أم فشنيستات
هناك فروقات كبيرة نختصرها..
المشهور هو معرف على نطاق واسع ولشهرته سبب قد يؤثر أو لا يؤثر ولكن يمتلك مال أو سلطة أو نفوذ.
المؤثر هو معروف لدى مجموعة من المتابعين تعرفوا عليه من خلال وسيلة تعارف له مؤيدين ومعارضين يمتلك موهبه أو أسلوب يحاول أن يؤثر دائما على متابعيه لا يكترث للمال قد يكون سياسي رياضي اقتصادي.
الفشنيستات لها مجموعة من المتابعين سبب الظهور الحصول على المال ما يميز هذه الفئة العلاقة الطردية بين الحياء والمال لهم تأثير قوي لكن عمرهم المنطقي لا يتجاوز بضع سنوات ليس لديهم مال ولا نفوذ ولا سلطة بسهولة يقعون في قبضة القانون.
سوق النخاسين
لا تتعجب من عنوان هذه الفقرة فالأسواق أيضاً تمر في تطور بيولوجي مواقع التواصل الاجتماعي هي النسخة الجديدة لسوق النخاسة الحديث أن كنت تعتقد بـأنها اندثرت، هناك مئات الألاف من الفتيات يستعرض أنوفهن ورقابهن وأكاعبهن مقابل مبلغ زهيد من المال بحجة تسويق منتجات تجارية كحيلة “لشرعنة” هذا السوق بمسميات مهنة البوتيكات والڤوجرات والكوبونات والكودات.
مبدأ سوق النخاسة ثابت وموجود لم يتغير إنما العرض او أسلوب الاستعراض قد تطور تقوم اليوم ألاف الشركات بتوظيف ما يطلق علية بالفشينستات أو ملكات الموضة إن صحت الترجمة ويتم ذلك وفق آخر ما توصلت له عولمة المال والأعمال ومن خلال ما يطلق عليه “أوبر سستم” وتتجلى فكرت النظام الجوهرية في التعاقد مع مقدمي خدمات بدون أن تملك أصول وبدون أن تتكبد أية تكاليف نعم أوبر لا تملك سيارات ولا سائقين وبالتالي تكلفة هذه الشركة صفر وهذا النظام أو أسلوب الوساطة التكنلوجي الجديد يختلف في تطبيقاته بحسب القطاع ففي موضوع الفشنيستات توظف الشركات التجارية هؤلاء الفتيات بعقود لأغراض الترويج مستفيدة من أجسامهن وجمالهن في ترويض المستهلكين تلك العقود تخلي الشركات من الكثير من الالتزامات والمسؤوليات كما إن استغلال المرأة في التسويق والترويج ليس بالأمر الجديد وما زالت جمعيات حماية حقوق المرأة تحارب هذه الانتهاكات بحق المرأة ولكن الأمر يعمل بشكل فعال مع الشركات فلم يعد يكلف الشركات ملايين الدراهم يقول أحد مسؤولي الشركات العقارية الرائدة لم نعد بحاجة لدفع قيمة حمله لترويج بيع فيلا بالملايين الفشنيستات يقومن بالواجب وبشكل كفء وفعال، أن تطور سوق النخاسة بات واضحاً حتى في نوع المستعرضين لم يقتصر على فتيات هذا الزمان بل كان لأصحاب الشذوذ نصيب من الكعكة للتسويق والترويج وأصبح لديهم قبول من أفراد المجتمع أنها العولمة فبقدر مالها إيجابيات لها لسلبياتها.
دمتم بود …
بقلم سيف النعيمي – العين
اترك تعليقًا