10 ديسمبر 2019م
إذا راودتك تساؤلات عزيزي المدير عن بطء تقدم فريق العمل رغم كل الجهود التي تبذلها والتدابير التي تتخذها وبرغم يقينك التام بكفاءة وجدارة فريق العمل فأعلم وتأكد بأن الأمر له صله بالظلم فالظلم ظلمات.
عندما تضع فكرتك التي تراها مجديه بين أيدي مُقيمين للأفكار ومن صفاتهم لا يحبون الخير أو من صفاتهم الغيرة المفرطة في النجاح فمهما كانت كفاءة المقيّمين فإن شخصياتهم الواقعية سوف يكون لها تأثير مباشر على تقيم فكرتك فالأمر لا علاقة له بقدراتهم او ظاهرهم اللامع واللاواقع بقدر ما هو متعلق بحقيقتهم الخفيّه فكما تعلم عزيزي القارئ فاقد الشي لا ُيعطيه فإذا كان المقيّم يفتقد النزاهة والصدق والأمانة من الطبيعي سوف يترتب على ذلك ظلم في تقييم الأفكار المقدمة وقد لا تصل أفكار فريق عملك لمستوى القبول رغم كثرة توارُدِها بسبب تعصب المقيم العصامي الذي أوكلت له مهمة التقييم.
النزاهة والصدق والأمانة هي إلتزام أخلاقي وقيم وأمر لن تطلع عليه أو تقراه في السيرة الذاتية عند توظيف أعضاء فريق عملك لأنه لا أحد سوف يصدق معك ويكتب عن نفسه أنا غيور وأناني ولا أحب الخير للأخرين ولن تستطيع التأكد من شخصيات فريق عملك بالسهولة التي تتوقعها فالأمر يتطلب منك كمدير أن يكون لديك قدرة عاليه في رصد الأمور وتحليلها وتقديرها حتى تتأكد من أن هذا الشخص المناسب للمكان المناسب فأنت يا عزيزي المدير أيضاً من مسؤلياتك هو صقل مهاراتك لتحد من ظلم فريق عملك سواء في تقييم أفكارهم المقدمة لدعم عجلة التقدم في مشروعك أو في تقييم أدائهم الوظيفي.
لا تخلو مؤسسة من صيحات عدم الرضى على تقييم الأداء بالرغم من وجود أنظمة متطورة ومؤتمتة تقوم بالتقييم بشكل ممنهج وبالرغم من كل ذلك ترى بعض أعضاء فريق العمل لا يزالون يلقون اللوم على المقيّمين لمجرد شعورهم بالظلم وهذا أمر طبيعي فالمقيمين ليسوا بملائكة بل بشر وشخصياتهم تختلف أختلاف كلي من فريق لأخر وتقييمهم يقف على القيم الأخلاقية فهل هي شخصيات عادله تحب الخير صادقة وداعمة أم هي شخصيات فاقده للثقة وقائمة على أنانية تتمثل في نسب النجاح لهم دائماً.
القيادة الحقيقية هي التي تقوم على القيم السامية وأهم قيمة في سلم مبادئ الأخلاق هو ضبط النفس، يصف البعض ضبط النفس بالجهاد الحقيقي فإن لم ترى يا عزيزي المدير بأن من أوكلت له مهمة التقييم قادر على ضبط نفسه في مواقف تتطلب ذلك قم مباشرةً بتغير فلسفة اختيارك للمقيمين لتضمن عدم وصول موظفيك لمستوى الإحباط قبل فوات الاوان.
من المفارقات المُحزنة أن ترى فكرة قدمت لك ولم ترى النور بسبب أهواء مقيمي الأفكار الذين أوكلت لهم مهمة التقييم وتسمع عن نفس الفكرة طُبقت في مكان آخر أو تحرم موظف من فرصة الحصول على مكافئة مُترتبة على أدائه وتسمع نفس الموظف يُكرم في مكان آخر ومن المؤسف أن يتبادر إلى ذهنك تساؤلات عن لماذا لا نتقدم خطوة بالرغم من الممكنات العلمية والخبرات العملية التي تملكها مؤسستك.
خفض نسبة التظلمات ما زالت هي التحدي الكبير الذي يواجهه المدراء في وقتنا الحاضر وجل من لا يسهو ولكن إذا عرف السبب بطل العجب.
دمتم بودّ …
بقلم: سيف النعيمي
محلل مالي – العين
اترك تعليقًا